ائتلاف الإغاثة الإنسانية وشركاؤه يحذرون من مجاعة حقيقية في مدينة تعز

الثلاثاء 6 ديسمبر 2016
اليمن –تعز

عقد ائتلاف الإغاثة الإنسانية وشركاؤه اليوم الثلاثاء مؤتمراً صحفياً بعنوان قبل أن تحل الكارثة، حول انهيار الوضع الإنساني في محافظة تعز.

وحذر المشاركون في المؤتمر الصحفي، الذي عًقد برعاية من وزير الإدارة المحلية ومحافظ محافظة تعز من مجاعة محققة وكارثة إنسانية وشيكة إذا لم يوجد أي تدخل عاجل للمنظمات الإنسانية.

وافتتح المؤتمر رئيس ائتلاف الإغاثة، الدكتور عبدالكريم شمسان، بالحديث عن الوضع الإنساني المنهار، محذراً من كارثة إنسانية وشيكة تهدد مئات الآلاف من الأهالي، إذا لم يكن هناك أي تدخل سريع وعاجل لإنقاذ المدينة في المجالين الصحي والغذائي والايواء.

وأكد شمسان أن بعض المنظمات الدولية التي كانت متواجدة جنوبي محافظة تعز وتنفذ بعض مشاريعها هناك، قد غادرت تعز بشكل كامل ونقلت أماكن عملها إلى محافظتي إب وصنعاء وهو ما يمثل معاناة كبيرة لأبناء المحافظة.

وأوضح شمسان بأن هناك منظمات دولية استلمت مبالغ مالية كبيرة من الداعمين، مقابل إرسال المعونات الإنسانية إلى محافظة تعز، لكننا لم نرى لهذه المساعدات أي أثر في تعز.

وفي السياق تحدث مستشار محافظ تعز، المهندس نبيل جامل، عن دور المنظمات الدولية الغائبة في مدينة تعز، مشيراً إلى أن محافظة تعز تعيش على مظاهر مجاعة محققة وكارثة إنسانية وشيكة, وآخرها انقطاع المرتبات الشهرية لجميع الموظفين في تعز الأمر الذي فاقم الكارثة، مع تخاذل المنظمات الإغاثية مع المتضررين في محافظة تعز، ومنظمات الأمم المتحدة لم تصل مدينة تعز إلا 5 مرات فقط وكانت زيارات خاطفة لم تستمر سوى ساعات معدودة.

وأضاف جامل بأن منظمات الأمم المتحدة قدمت لمحافظة تعز بالتعاون مع السلطة المحلية 15 ألف سلة غذائية فقط منذ بدء الحرب وحتى اليوم، وكان دورها ليس بالإيجابي في إدانة الجهات التي تمنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى تعز وتحاصر السكان.

لافتاً في حديثه إلى أن السلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة، رفعت بأكثر من مذكرة وخطاب إلى السلطات الشرعية على الممارسات السيئة التي تحدثها المنظمات الإنسانية في محافظة تعز، كما تم مناشدة منظمات الأمم المتحدة بنقل مقراتها من صنعاء إلى عدن لكنها لم تستجب، كما تصر على إدخال المساعدات رغم قلتها من المنافذ المغلقة في حين تتجاهل المنفذ المفتوح، وهذه الأيام هناك 64 قاطرة إغاثية محتجزة في منافذ غربي المدينة.

وفي الجانب الصحي تحدث نائب رئيس اللجنة الطبية العليا في المحافظة، الدكتور عبدالرحيم السامعي، أن كثرة الحديث عن انهيار الوضع الصحي في المحافظة، هو حديث عن موت تحقق تماما، في حين أنه فقد حساسيته لدى المنظمات الدولية.

وعبر السامعي عن استيائه من دور المنظمات الدولية المانحة، في ظل استمرار القصف العشوائي على أحياء المدينة، وصل عدد القتلى من أبناء تعز إلى 170 خلال شهر نوفمبر السابق بحسب تقرير لائتلاف الإغاثة.

داعيا المنظمات الجادة في دعم القطاع الصحي في محافظة تعز إلى إرسالها عبر طريق عدن تعز، التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، في حين أن كافة المساعدات التي ترسلها المنظمات إلى تعز من طرق أخرى لا تصل إلى مستشفيات المدينة.

رئيسة مؤسسة نحن هنا الإغاثية -أحد شركاء ائتلاف الإغاثة-، صباح الشرعبي، قرأت بيان المؤتمر الصحفي الصادر عن ائتلاف الإغاثة الإنسانية وشركاؤه، والتي قرأت فيه احصائيات الوضع الإنساني منذ بدء الحرب وحتى نهاية نوفمبر الماضي.

وتحدثت الإحصائيات أن الائتلاف رصد منذ بدأ الحرب على مدينة تعز في إبريل من العام 2015 وحتى نهاية نوفمبر 2016 مقتل 3280 بالإضافة إلى جرح 15082 آخرين، في حين بلغ إجمالي الأسر التي تعرضت للنزوح والتهجير القسري من مناطق مختلفة من محافظة تعز جراء الحرب 177574 أسرة، وحيث بلغت إجمالي الأسر المتضررة 317,419 أسرة.

وأوضح أن خلال هذه الفترة تعرض 3782 منزل ومحل تجاري و منشأة عامة وخاصة للتدمير والتضرر الجزئي والكلي، بالإضافة إلى تضرر وتدمير 322 مؤسسة تعليمية جزئيا وكلياً منها 73 مؤسسة تعليمية كانت مأوى للنازحين.

كما تحدث رئيس شبكة النماء-تعز، الدكتور علي عبد الرب، وعضو الهيئة الإدارية لائتلاف الإغاثة الإنسانية، الدكتور عبدالحميد اليوسفي عن استمرار المعاناة التي تهدد أبناء المحافظة، ومؤشرات حدوث مجاعة محققة.

وحضر المؤتمر كلاً من اللجنة الطبية العليا، الهيئة اليمنية الكويتية للإغاثة، شبكة النماء اليمنية للمنظمات الأهلية-تعز، مؤسسة نحن هنا للإغاثة، تكتل المبادرات النسائية، تكتل جميعنا تعز، قافلة التحدي، اتحاد المبادرات، المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان، مؤسسة رعاية التنموية، المؤسسة اليمنية للإعمار، التكتل الوطني للتنمية.

كما حضرت عدد من الجهات الحقوقية العاملة في المحافظة، المركز الإنساني للحقوق والتنمية، منظمة هود، منظمة فلذات للطفولة، منظمة العدالة والإنصاف، مركز الدراسات القانونية وحقوق الإنسان.

 

Write a comment:

*

Your email address will not be published.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Follow us: